تحقيق : فرحه الرشيد
تتجدد معاناة الأهالي مع أبنائهم مع بداية كل عام دراسي, حيث يرفض بعض الأطفال الذهاب للمدرسة بشدة, ويتحول صباح كل يوم الى معركة تدور بين الأمهات والأطفال ويعرف علم النفس رفض الطفل للذهاب للمدرسة ب(الرهاب المدرسي) الذي قد ينتج عنه اذا لم يعالج مبكرًا وبطرق صحيحة مشاكل نفسية تؤثر على سلوك الطفل وتطورة النفسي والاجتماعي و تأخر تحصيلة الأكاديمي وسلطنا الضوء أكثر على القضيه .
مكتسب أم فطريًا
وقد تطرقنا بالحديث أكثر مع محمد الحمزة -أخصائي إجتماعي ومستشار- عن المشكلة وذكر أن الرهاب عادةً ينشأ لدية من الأسرة أو من المدرسة مثل استخدام أسلوب العقاب أو استماعه لتجارب سيئة عن المدرسة من إخوته ويبدأ بتكوين صورة سيئة وينشأ لدية الرهاب المدرسي وتبدأ مشاعر القلق لدى الطفل بينما ذكر شجاع القحطاني – استشاري أسري - إنعدام الإعداد للمرحلة الدراسية من قبل الوالدين, و التعرض لبعض المواقف النفسية والتنمر فبداية الدراسة , وجود بعض الاضطرابات او صعوبات التعلم لدى الطالب .
صعوبة الانفصال
حدثتنا المعلمة سمر الردادي – طفولة مبكرة (رياض أطفال)- الخوف من المدرسة او الرهاب المدرسي له ابعاد نفسيه كثيرة تؤثر على شخصية الطفل الذي تجده انطوائيا مزعزع الثقه غير قادر على التعامل وإقامة علاقات مع الاخرين, و انفصال الطفل عن محيط اسرته ووجوده في بيئة أخرى بصورة مفاجئة فمن الطبيعي أن يتسلل الى نفسيته الخوف والقلق والرهبه من المكان .ومن جهته يقول الحمزة - الرهاب المدرسي وهو عادة يقترن بالإنفصال عن الأم
لكونها مصدر إشباع حاجات الطفل وتحقيق أمنه , ويضيف الحمزة - عادةً ما يصاحب هذا الرفض بعض الأعراض الجسدية كآلام البطن والغثيان والتقيؤ وعدم الرغبة في تناول الطعام وعند إقتراب وقت الذهاب الى المدرسة فتبدأ الأعراض الفسيلوجية بالظهور مثل تزايد ضربات القلب والعرق الشديد و آلام الساقين ..
الأساليب المثالية
تحدثت الردادي في انه لا بد من إيجاد علاقة بين الطفل والمدرسة من خلال تعزيز النقاط الإيجابية و الولوج الى نفسية الطفل من نقاط محببة ويميل إليها وتهيئة الأجواء المثاليه في استقبال الطفل بمزيد من الحب وحفاوة الإستقبال و جذب الطفل في بيئة حاضنة تحسسه في الراحه والأمان ..
واستطرد الحمزة – انه يتضمن عدة خطوات منها أنه يجب على المحيطين بالطفل فهم مشاعره وتقبلها وعدم الاستهزاء بها وعدم تشجيع ظهور المكاسب الثانوية لسلوك الخوف الدراسي مثل مكافأته بجوائز في حالة الذهاب للمدرسة وأيضًا توضيح وشرح أهمية الذهاب للمدرسة دون اكراه او عنف وتوضيح الأهداف والمكاسب التي يحصل عليها خلال ذهابه للمدرسة ..
بناء الشخصية
وتحدث الحمزة في أن العلاج يكمن بالعلاج السلوكي ومحاولة بناء مهارات اجتماعية وإدخال الطفل في برامج جماعية وتحفيزه على الحديث امام الاخرين والتعبير عما يدور في خاطرة وهناك علاج دوائي حيث توجد ادوية تعطى لمصاب الرهاب ولا تصرف الا لضرورة بعض الحالات
بينما ذكر القجطاني أن تحديد المشكلة نصف الحل ويجب حلها والتحاور ومعرفة المشكلة من جذورها وعلى المدرسة عدم تسليم الطلاب الكتب في اول يوم مدرسي بل الانتظار يوم او يومان حتى يكون الطالب تعود على المدرسة وزملائة ولا ينشأ خوف وقلق تجاه المجتمع المدرسي
" القسوة على الطفل تفقدة فطرته التي فطره الله عليها من الفضول وحب الإستطلاع وتجعله يميل الى الخوف وتفادي النقد والإحساس بالضعف, والحماية الزائدة والحنان المفرط فيحرمان الطفل من فرصة تأكيد ذاته .."
د محمد الحمزة
أ.سمر الردادي
د شجاع القحطاني