تحقيق : رواء الهلالي 


رهف الهلاليأ. خديجة الجهني ندى الزايدي

مع بداية كل عام دراسي جديد، تتنافس المحلات والمخابز على تقديم أحسن ما لديها من وجبات ومخبوزات لمساعدة الأمهات في تحضير الوجبات المدرسية لأطفالهن، لكن بين هؤلاء الأطفال هناك من هم ممنوعون من تناول المخبوزات أو أي منتج به قمح أو حليب بجانب أنواع متعددة من الطعام، مما دفع هؤلاء الأمهات إلى طلب اهتمام مكثف من قبل المدارس خوفا على حياة أطفالهن، وللإقتراب أكثر من هذه المشكلة كانت لنا هذه اللقاءات.


حيث تجيبنا فاطمة الدوسري إحدى أولياء أمور المصابين بحساسية " لا يوجد توعية لدى المجتمع بهذا النوع الخطير من الحساسية طفلي ممنوع من الأطعمة ولكن لا أستطيع منع زملائه من إعطائه أي طعام يحتوي على المكسرات، كل طعام يحتوي على المكسرات قد يعرض طفلي للمرض الشديد والموت"

بينما تحدثت آمنة القرافي والدة طفلة مصابة " تعاني ابنتي من حساسية القمح بالإضافة إلى داء السكر الذي أصيبت به بسبب الحلوى والسكريات التي يوفرونها لهم بكميات كبيرة في مرحلة الروضة والتمهيدي, وعندما انتقلت إلى مرحلة الصفوف الأولى أصبحت تعاني من غيبوبة السكر."

كيفية التعامل 

ومن جهتها قالت خديجة الجهني مديرة مدرسة الثانية والأربعون الابتدائية "لايزال همي الأول هو التوصيات التي تهتم براحة وأمان الأطفال وكل ما يجعل أولياء أمورهم مطمئنون على فلذات أكبادهم في كل وقت وكل مكان لذلك في كل بداية عام نقوم بعمل حصر للطالبات ذوات الحالات الصحية بإرسال استمارات لأولياء أمورهن".

وعن أبرز أسباب تهيج الحساسية لدى الأطفال في المدارس أجابت رهف الهلالي أخصائية تغذية في مستشفى الولادة "أن الأمر في غاية الخطورة خاصة مع الأطفال في مرحلة رياض الأطفال والسنوات الأولى في التعليم الأساسي، لأن الطفل غير مدرك لخطورة الأمر والأطفال يفضلون التناول من أطعمة بعضهم، ويأتي الى المستشفى العديد من الأطفال المصابين بحساسية الطعام وفي الغالب يكون سبب تهيج الحساسية هو تناول الطفل الطعام مع أصدقائه".

وتكمل الجهني " نحرص على الإلتزام بالاشتراطات الصحية المرسلة من الإدارة، من الأطعمة الممنوع بيعها مثل: المكسرات المملحة والمشروبات الغازية والحلوى الملونة وأي شوكولاتة لا تحتوي على نسبة عالية من البسكوت والرقائق المقلية، بالإضافة إلى أننا نحرص على تكثيف حملات التوعية لطالباتنا بالغذاء الصحي, وذلك بتوفير المشروبات الصحية مثل الحليب والفاكهة وبيع المعمول بالتمر، وتطبيق الإشتراطات الصحية على الغذاء المقدم لطالباتنا بالمدرسة، بالإضافة إلى حرصنا الشديد على مراقبة الطالبات في وقت الفسحة من خلال المرشدة والمعلمة المناوبة برفقة الإداريات."

وذكرت الجهني "في الغالب أي أسرة لديها طفلة بحالة مرضية تبلغ رائدة الفصل ونقوم نحن بدورنا بتبليغ باقي المعلمات لأخذ الإحتياطات اللازمة لسلامتها".

أنواع الأطعمة :

أوضحت ندى الزايدي أخصائية تغذية في مستشفى الملك فهد: "أن مرض حساسية الأطعمة في الغالب هو مرض وراثي، ومراجعة التاريخ المرضي للعائلة من أهم الطرق للتعرف على المرض".

وأضافت الزايدي " هناك أنواعا كثيرة من حساسية الأطعمة أبرزها حساسية الألبان ويصاب بها الأطفال حديثو الولادة والرضع، وتختفي تدريجيا، وهناك حساسية القمح تبدأ أعراضها بالظهور في مرحلة بداية دخول الأطفال المدرسة"

وعن أنواع الأطعمة التي تهيج الحساسية ذكرت "الزايدي" أن هناك بعض الأطعمة التي عرف عنها أنها قد تؤدي إلى الحساسية، منها القمح الحليب ومشتقاته، البيض، الفول السوداني، المكسرات السمسم،الأسماك.

طرق الوقاية

ويرى الدكتور "أ.ز" زميل الكلية الملكية للأطباء والجراحين بكندا في تخصصي الأطفال وأمراض الحساسية والمناعة أن نسبة الجهل 

لدى الأهالي كبير جدا فالبعض يستفسر عن حالة طفله الذي يعاني من أعراض خطيرة جدا مع تناوله لبعض الأطعمة، ويسأله إن كان من الواجب منعه من تناول الطعام أو محاولة تجربته مرة أخرى.

ويتابع "أ.ز" الحساسية عبارة عن مقاومة الجهاز المناعي لبعض العناصر في البيئة التي من المفترض أن تكون غير ضارة عند معظم الأشخاص، أما عن الأعراض فتتراوح مابين: احمرار الجلد القشعريرة، التورم، وفي الحالات الخطرة قد يصل الأمر إلى التقيؤ الإسهال، صعوبة في التنفس، أو ما يعرف بصدمة الحساسية، وجدت بعض الدراسات أن ما يقارب 8% من الأطفال يعانون من حساسية طعام قد تهدد حياتهم بالرغم من اختلاف شدتها من تفاعل لآخر،عادة تحدث التفاعلات القاتلة بعد تناول الطعام ولو بكميات بسيطة بينما اللمس بالجلد يسبب عادة تفاعل موضعي لكن يحصل أحيانا تطور التفاعل بالشكل المؤدي الى الوفاة.


وأشار "أ.ز" أفضل حل هو أن تضع إدارة المدرسة في داخل كل فصل قائمة بها صور الأطفال المصابين بالحساسية ونوع الطعام الذي يسببها، وهؤلاء يجب أن يرافقهم قلم الأدرينالين بشكل دائم.

موقف وزارة التعليم

استجابة لشكوى أولياء الأمور، منعت 

وزارة التعليم بيع جميع منتجات الفول السوداني في مقاصف مدارس المرحلة الابتدائية حرصا على صحة الطلاب واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لسلامتهم.

جاء ذلك في تعميم وجهه نائب وزير التعليم لجميع إدارات التعليم وتضمن إشارة محضر اللجنة الفنية المكونة من وزارة التعليم ووزارة الصحة، والهيئة العامة للغذاء والدواء للإشتراطات الصحية في التغذية المدرسية الموصي فيه بمنع تداول جميع المنتجات الغذائية المحتوية على المكسرات في مقاصف مدارس المرحلة الابتدائية لخطورتها على الطلبة المصابين بالحساسية.

وأكد التعميم: أن الطلبة المصابين  بالحساسية في هذه المرحلة قد لا يميزون 

المنتجات المحتوية على الفول السوداني أو يدركون خطورة تناولها بخلاف الطلبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية.

و أخيرا هل نستطيع التهاون بحياة أبناؤنا؟ فأبناؤنا هم فلذات أكبادنا، نعمة من نعم الله تعالى تقر أعيننا بهم ونسعد بوجودهم، فهم ثمرة الحياة وزينتها وأعظم نعم الخالق فلا نبالغ إن قلنا أنهم أجل هبة منحنا الله إياها فحمايتهم أمانة علينا.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة